البشوش
البشوش شادي البشوش طيب الخلق والذكر، عظيم الجاه والأثر، بشوش الوجه والقلب، أخي وصاحبي: شادي... سلامٌ إليك. أكتب لك اليوم وأنا خجولًا من نفسي أكثر من خجلي منك، أكتب على استحياء من صمودك وبتهذيب وقور أمام ثباتك، ولن أذكر لك كلامًا تتصبر به، فإنا والله قد تعودنا الصبر كما اعتادت الأشجار لفظ أوراقها في الخريف، فلا فائدة من كلامٍ أنت تُعلمه للناس وتثبتهم عليه، وإني لأعرف صبرك وجلدك كما أعرف حلمك وعقلك. مع أننا لسنا صديقين متلازمين، ورغم كل اختلافتنا الفكرية والأيديولوجية بيننا التي تجنبناها في كل ما مررنا به سويًا في رحلتي العمل وطريق الأخوة بيننا خارج هذا النطاق، إلا أننا وجدنا أرضية كبيرة نتفق فيها في كل مسافة خطوناها بين الأقدام. هذا الشاب الهاديء الذي هاتفني منذ بضعة أعوام يستفسر عن إعلان عمل، تصافحنا أخيرًا وجهًا لوجه في مدينة السادات، لم أكن أنا المسؤول الوحيد ولم يكن هو المستجد الوحيد، لكن سرعان ما تأقلم كلانا على رفيقه الجديد، فصرنا بين ليلة وضحاها نتقاسم رغيف الخبز وأماكن التدخين ومقام السمر ومستقر النوم، بل تطورت علاقتنا في العمل حتى لم نعد نعلم من فينا يترأس الآخر، كانت علاقة م