التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٧

نضال سليم يكتب: عودوا راشدين

فطرنا الله على سجية نقية بيضاء ، لا غبار عليها ، أحسن خلقنا ومنحنا من لدنه رحمة وحكمة كل شئ ، وسخر لنا كل شئ وسهل لنا الأسباب ومنحنا من أبواب السعي الكثير والكثير ، وفوق هذا وضع لنا ضوابط وأحكام نسير عليها ، بل وفسر لنا على لسان نبينا الكرم -صلى الله عليه وسلم- هذه القواعد والأحكام حتى دلنا على كل شئ حتى لا نتيه بعد انقطاع الوحي ، وساقها للجميع بوضوح تام “من أطاعني فقد نجى”. الآن وبعد أن اختلطت الأمور ، واندثرت الحقائق ، وغياب الدور الحقيقي للأسرة، ودور العبادة والتعليم ، غابت القيم ، وانحرفت الطرق ، وزيفت الحقائق ، وتبدلت الثوابت ، أصبح لكل منا قواعده واحكامه ، أصبحنا تائهين فى ظلمات الواقع الأليم ، ضاقت علينا الأرض بما رحبت ، وانقطعت بنا السبل كما تنقطع المياة عن البراري في الصحراء ، وانحجبت عنا الرؤية كما تنحجب العذراء في خدرها عن الأغراب. جيل الشباب الذي خرج مبتهجًا حالمًا سعيدًا في ثورة 2011 ، محاولًا ان ينبي حياة جديدة لا يعكر صفوها ظلم ، ولا تغمها عتمة فساد ، أصبح الآن في أشد الحاجة إلى أحضان ذويه ، لا أقصد ذاك الحضن الأجوف الذي يأخد أكثر مما يعطي ، أقصد تلك الطمأنينة ال

نضال سليم يكتب: لماذا رست سفينة “بلفور” في أرض فلسطين ؟!

لم يكن الوعد الذي أصدره اللورد “جيمس آرثر بلفور” وزير الخارجبة البريطاني فى 2 نوفمبر 1917، وحتى اليوم ، مجرد حبر على ورق أو مجرد وعد أطلقه أحد سياسيي بريطانيا في أوائل القرن العشرين, بل إن هذا الوعد كان السبب المباشر في كل مآسي الشعب الفلسطيني ، فرسالة “بلفور” الموجهة إلى اللورد “روتشيلد” فتحت الطريق بقوة لتأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين ، لتحل أوروبا في جرة قلم في نص لا يزيد عن 117 كلمة ما كان يوصف بالمسألة اليهودية على حساب الشعب الفلسطيني ، و دقت إسفينًا في منطقة الشرق الأوسط ورسمت قدرها المأساوي لنحو قرن بسلسلة من الحروب والتقلبات العنيفة ، والانتهاكات الشرية بحق الأبرياء والمقدسات. على كل حال، إذا تجاوزنا “بلفور” ، فسنجد أن مئات أو يزيد من ساسة الغرب قد مروا في نفس الطريق وفعلوا الكثير لتحقيق وترسيخ ما بدأه، ولذلك سيبقى هذا الوعد، الجب العميق الذي وجدت شعوب المنطقة نفسها دون أن تدري حبيسة بين جنباته، وقد توقفت عقارب الساعة عن الدوران ، حيث كادت أن تكون أوغندا ومنطقة الجبل الأخضر بليبيا في فترة ما أرض ميعاد لليهود، إلا أن الرهان رسا على فلسطين فكانت النكبة التي جرت ولا تز

نضال سليم يكتب: لا تلتفت لهم.. دعهم في غيهم يعمهون

خلق الله -عز وجل- الخلق لعبادته وحده لا شريك ولا ند له ولتعمير الأرض، وأثناء حياة الفرد التي تعتبر رحلة في هذه الأرض فلا بد له من استغلالها استغلالًا تامًا، وفقًا لقواعد أحكام الخالق، فلا نظلم ولا نعتدي ولا نبطش، ولا نستغل منصبا أو جاهًا أو مالًا. أهدافنا في الحياة تختلف، فهناك أهداف شخصية يسعى لها كل منا بحسب ما يتطلع لها، أهداف في العمل والزواج والأسرة وغير ذلك، وأهداف جماعية، اجتمعت عليها الأمة بأسرها، من الممكن أن نذكر منها هو تحرير الأراضي المحتلة، وقطع التبعية للغرب، وإعلان استقلال الأمة العربية والإسلامية سياسيًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا، وغيرها من الأهداف التي يناضل من أجلها البشر منذ أن خلقوا، بحسب الفترة الزمنية والأحداث الجارية. لكن العجيب حقًا، والأمر المثير للشفقة هنا، أن تجد بعض الأشخاص ليس لهم أي هدف أو غاية في الحياة إلا تعطيل الناجحين أو ممن يحاولون النجاح، لا هدف لهم غير تعطيل غيرهم بكافة الطرق، زرع الفتن، عبث الحديث، اختلاق المشاكل، ولو فشل بالطرق المباغتة في إذلال قدراتهم لجأ إلى ما لجأ له "بلعم بن باعوراء" أحد علماء بني إسرائيل، وك

ديوان أبو القاسم المعتمد على الله محمد بن عباد

أبو القاسم المعتمد على الله محمد بن عبَّاد ، هو ثالث وآخر ملوك بني عبَّاد في الأندلس، وابن أبي عمرو المعتضد حاكم إشبيلية، كان ملكاً لإشبيلية وقرطبة في عصر ملوك الطوائف قبل أن يقضي على إمارته المرابطون. ولد في باجة ، وخلف والده في حكم إشبيلية عندما كان في الثلاثين من عمره، ثم وسَّع ملكه فاستولى على بلنسية ومرسية وقرطبة، وأصبح من أقوى ملوك الطوائف فأخذ الأمراء الآخرون يجلبون إليه الهدايا ويدفعون له الضرائب ، وقد زعم شاعره أبو بكر بن اللبانة أنه امتلك في الأندلس 200 مدينة وحصن. اهتم المعتمد بن عباد كثيراً بالشعر، وكان يقضي الكثير من وقته بمجالسة الشعراء، فظهر في عهده شعراء معروفون مثل أبي بكر بن عمَّار وابن زيدون وابن اللبانة وغيرهم. وقد ازدهرت إشبيلية في عهده، فعُمِّرت وشيدت وفي خلال فترة حكم المعتمد، حاول ألفونسو السادس ملك قشتالة مهاجمة مملكته، فاستعان بحاكم المرابطين يوسف بن تاشفين، وخاض معه معركة الزلاقة التي هزمت بها الجيوش القشتالية. لكن في عام 484 هـ - 1091م ، شنَّ يوسف بن تاشفين حرباً على المعتمد، فحاصر إشبيلية، وتمكَّن من الاستيلاء عليها وأسر المعتمد، ونفاه

نضال سليم يكتب: لماذا نصمم على مصرية "تيران وصنافير" وعدم التفريط بهما ؟!

منذ نعومة أظافر أجدادنا أو ربما أبائهم، والعدو الأول لنا جميعًا بني العرب هو الكيان الصهيوني القاتل اللقيط السليط على المنطقة العربية، يسرق من خيرها، يهذي ويسرق مايطيب له من الثمر المبارك في سلالها، يقتل شبابها، ويستبيح دماءها، لم نعلم أن هناك حاقدًا يتربص بنا أشر منه، وعلى مر التاريخ لم يفعل أي جنس بنا مثلما فعل من قتل وتخريب وتشريد. هذا الكيان، مما لا يخفى على أحد، منذ أن تم زرعه بالقوة في المنطقة، ونحن نعيش حالة من عدم الاتزان، صحيح أنه احتل قطرًا صغيرًا من الرقعة العربية، ولكن تأثير وجوده أثر على كل شبر فيها، سياسيًا واقتصاديًا ولا أبالغ حين أقول ثقافيًا وأخلاقيًا أيضًا، فمنذ خميسن عامًا، في أواسط ستينيات القرن الماضي، أي بعد ما كان قد مر على نكبة فلسطين ما يربو على عقد ونصف العقد من الزمان، قرر العدو الصهيوني احتلال جبهات جديدة من القطر العربي، شملت شبه جزيرة سيناء والقدس وهضبة الجولان -بالطبع منها ما تحرر ومنها ما لا يزال تحت قبضة الاحتلال يعيث فيها خرابًا حتى يومنا هذا- والمصائب تلاحقنا، والأخطار تحدق بنا، والمخططات الصهيونية تتلاعب بنا بتنفيذ جيد من الأنظمة العربية ال