التخطي إلى المحتوى الرئيسي

العدوان الثلاثي على سوريا.. حشدٌ عسكري لحربٍ وشيكة


لست ممن يحبون بشار الأسد ؛ ولست من أولئك المفتونين بسياساته ، أعرف جيدًا أنه كباقي حكام عروبتنا ؛ لا يمتلك قرارًا ولا يأبه بأرضه وشعبه ، لكن الحق أقول لكم أن الضربات الأخيرة التى منيت بها غوطة دمشق ودومتها وما تبعها من أحداث جعلني أفكر باستدامة ،أنظر جيدًا كيف تحرك أمريكا الأحداث لتقنعك بها ، وتبهرك بأدق التفاصيل التى لربما فتنتك في أفلام هوليود أو روايات الدراما ، وبات من المؤكد أن الولايات المتحدة لها يد في القصف الغازي الأخير علي الغوطة، وبالطبع هذا لا يعفي بشار من المسؤولية
الضربات التى شنها العدوان الثلاثي فجرًا على سوريا يؤكد مما لا يدعوا مجالًا للشك أن هناك حشدًا قويًا للقوات الأمريكية البريطانية الفرنسية في نقاط التمركز الهامة استعدادًا لحرب وشيكة بات على اندلاعها عام تقريبًا ، لكن الآن حان دور حشد القوات فى المنطقة العربية المطلة على البحر المتوسط ، فالولايات المتحدة حشدت قواتها فى الفلبين ، وبحر الصين الجنوبي ، وبالاضافة إلى حشد الجيش الأمريكي 3 حاملات طائرات في المياه القريبة من شبه الجزيرة الكورية بالمحيط الهادئ ، ويضاف إلى ذلك 70 سفينة حربية تابعة لقيادة الأسطول السابع الأمريكي في اليابان تضم غواصات ومدمرات.
إذًا ؛ لم تكن الضربات التى تلقتها الأراضي السورية دفاعًا عن المدنيين الذين يلاقون أشد أنواع الألم منذ ست سنوات تقريبًا ، ولم تكن دفاعًا عن الدماء الزكية التى تسيل كل يوم دفاعًا عن الحرية أو العيش بكرامة على أقل تقدير ، لم تكن لنصرة الأطفال اليتامى والأمهات الثكالى ، بل لإيصال رسالة واضحة بأن الحرب باتت أقرب من أى وقتٍ مضى ، و لتمركز جديد يضف إلى الويالات المتحدة نقاط قوة جديدة.
القصف الكيماوي -الذي أصبح مشكوك في صحته- الذي حدث في دوما منذ أيام ، كان ذريعة جيدة لقصف جديد على الأراضي السورية العربية ، لا نعفي بشار من مسؤولية تدميرها ، لكن نرفض أى تدخل أجنبي على هذه الأرض ، نرفض التدخل الأمريكي كما رفضنا الروسي ، نرفض التدخل الأجنبي في سوريا كما رفضناه في ليبيا والعراق ؛ وجميعًا نرى كيف وصل الحال بهذه البلاد ، وأريكا لم تكن يومًا راعي العدالة أو نصيرة المستضعفين ، وكلنا نعرف مئات الأحداث التى قدمت فيها الولايات المتحدة أسوء مثل فى العنصرية والاضطهاد وتدمير البلاد.
الرسالة كانت واضحة كذلك لحزب الله والمقاومة الفلسطينية ، فالحرب القادمة لا يمكن أن تشتعل دون أن يتم كبح القوة الضاربة للمقاومة في لبنان والأراضي الفلسطينية ، لن تخاطر الولايات المتحدة بأمن الكيان الصهيوني وسلامته ، لذا يسعون بشكل قوي لنزع سلاح المقاومة من حزب الله بلبنان وكذلك المقاومة الفلسطينية ، وبداية هو تدمير العمق السوري ، تمهيدًا لعزلتها وتصفيتها وجعلها لقمة سهله في طريق المحتل الصهيوني الغاصب ، لتكن دمشق أول حجر في مشروع إسرائيل الكبرى.
هذه الضربات حملت فى طياتها الكثير من المعاني ، من ضمنها هو علاقة دول الخليج -بدون استثناء- القوية جدًا ، رغم كل ما يقال عن خلافات عميقة مع قطر ، كلمات ترامب المباشر الذي أكد فيه أن تمويل الضربات جاء باشتراك قطري سعودي إماراتي يؤكد أنه لا خلافًا قائمًا بين هؤلاء الرعاع الذين يعيثون فى بلادنا فسادًا بحفنة من الأموال دون مراعاة أية حسابات أخري ، كذلك يجعل قلوبنا أشد قسوة عليهم بالإضافة إلى مصر والأرن الذي قال أنهم قدموا دعمًا من نوع أخر ، هؤلاء الأشاوس لم يقدموا حتى لقمة يستقوي بها أحد المرابطين على حدود قطاع غزة ليحقق حلمه ويعود لبيته الذي أغتصبة اليهود منذ سبعين عاما.
قُصفت سوريا ، وسيملئون الكون ضجيجًا بنصرتهم للمستضعفين ، سيأمرون العالم بالإبتهاج لصدقم الجبروت الأسدي عن أطفال دوما ، وحماية نساء الغوطة ، وسيخرج بشار الأسد وقطيعه يهللون بانتصارهم على العدوان الأمريكي ، وكيف بذلوا فى صد الضربات الأمريكية ببسالة وشجاعة كثيرًا من الجهد ، وفقدوا العديد من الشهداء من أجل الحفاظ على سوريا ، والله يعلم أنهم كاذبون ، فلا أمريكا تنتصر للمدنيين ، ولا بشار يدافع عن الكرامة السورية التى انتهكتها ميليشا الحرس الثوري والقوات الروسية.
عاشت سوريا.. عاشت أمتنا العربية.. عاش لواء الإسلام مرفوعًا
الموت لأمريكا وإسرائيل.. وقبلهم رعاع أمتنا بنو جلدتنا المتصهينين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة معملش حاجه تستحق الذكر - مصطفى إبراهيم

ما عملش حاجة تستحق الذكر موظف عادي في هيئة حكومية إجمالي ما يحصل عليه الف تلتمية و حاجة جنية لا يعول و غير مسؤول الا عن نفسه لا يبوح للأصدقاء العابرين عن أمله او يأسه كان عادي جدا مضموناً و شكل مش شرير و مش طيب مش موهوب و مش غبي  مش مجذوب و مش نبي و لا حتى عاش قصة كفاح ع اللقمة في بلد أجنبي تِلهم بتوع السيما يحوّلوها لفيلم او حتى يوحش حد ساعة الأكل م النوع اللي تستغرب لو جه لحد ف حلم بس النهارده ف المنام جالي واقف على الشعرة اللي بين الوجود و العدم..  فاتح عينيه ماشي ف شارعهم المليان تراب خطاويه ما بتعلّمش ورا منه و كأنه من غير قدم... ع الأرض و كأنه كان ماشي بس الزمن هوّ اللي ما بيمشيش كان ماشي و احنا متسمّرين حواليه لحد ما بلعه الضباب بشويش يشبه بطل أسطوري و خيالي ما عملش حاجة تستحق الذكر غير إنه واقف لسه على رجليه

أضرب.. قصيدة للشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي

اضـــــرب فلسنا نخـــاف السوط والوجعَ اضرب لأنك تبدو خائفــا جـــــــــزعَا الضــرب قشة قسم الظهر فــــــي بلدي فاضـــرب فمـا كنت فـي ذا الأمر مبتدعًا واضـــرب برأســك حيطانــــا وأعمدة واضــــــرب بظلمك أحزابـــاً ومجتمعًا الضــرب بالكــــف سهل إن صبرت لــه والضرب بالحرف دومـاً يـُـــــورثُ الهلعَا فاضـــرب بكفك طــــــول الليل توأمها حتــى بدوت كمن فــــــــي أهله فُجعَا الضـرب بالصفع فــــــي أرضي مخاطرة كــــــم قــد رأينا مرار صافــعا صُفعَا واضـــرب بليلك أخماســــــا لتسكتنا تــــرى النتيجة صــوت الحــق مرتفعاَ كــم مارس الضرب قواد وعـــــــاهرة كـــــــلاهما لصنوف العهر قـــد رضعَ فـــاضرب دفوفك يــــــا مغوار بلدتنا ونـــــم بنصرك طــــول الليل مُنخدعَا لا الضرب يُجدي ولا الأجناد تـــــــرهبنا كــــــم ضارب قـــــد دفنا بعدما قمعَا وفــر سياطك ليس الســـــــوط يرهبني واضــــرب لتسكت شعري فـي الدجي الودعَا يــا مــن بدا بارعاً فـــــي ضرب إخوته لكـــــن بضرب عــــدو الأرض ما برعَا راقب خطــــــــاك فت

قصيدة أيها المارون بين الكلمات العابرة | محمود درويش

أيها المارون بين الكلمات العابرة احملوا أسماءكم وانصرفوا واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، و انصرفوا وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة و خذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا انكم لن تعرفوا كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء أيها المارون بين الكلمات العابرة منكم السيف – ومنا دمنا منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا منكم دبابة أخرى- ومنا حجر منكم قنبلة الغاز – ومنا المطر وعلينا ما عليكم من سماء وهواء فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا وادخلوا حفل عشاء راقص .. و انصرفوا وعلينا ، نحن ، أن نحرس ورد الشهداء و علينا ، نحن، أن نحيا كما نحن نشاء أيها المارون بين الكلمات العابرة كالغبار المر مروا أينما شئتم ولكن لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة خلنا في أرضنا ما نعمل و لنا قمح نربيه و نسقيه ندى أجسادنا و لنا ما ليس يرضيكم هنا حجر.. أو خجل فخذوا الماضي ، إذا شئتم إلى سوق التحف و أعيدوا الهيكل العظمي للهدهد ، إن شئتم على صحن خزف لنا ما ليس يرضيكم ، لنا المستقبل ولنا في أرضنا ما نعمل أيها المارون بين ا