منذ أن أطلق المدعو توفيق عكاشة، تصريحاته التى كشفت عن تطبيعه مع الكيان الصهيوني، وكشفت أيضًا عن نواياه الحقيقية لزيارة تل أبيب والكنيست، وﻻ يدور حديث بمنابر الاعلام الموالية للعسكر ، إلا عن خيانته وتطبيعه بمثل هذه الشعارات التى لا تعبر عن سياسات هذا النظام التبعي مطلقاً.
في الحقيقة لم أكن أتوقع كل هذه الضجة والهجوم من جنود النظام على صديقهم عكاشة لمجرد أنه طالب بكلمة يلقيها فى الكنيست والغريب أن هناك من هم أكثر منه عقلاً وجاهاً وعلماً من زار الكنيست ووقف يخطب فى جموع اليهود ويبتسم فى وجوههم ويثنى عليهم فى دارهم ولم يذكره أحدهم يوماً ، ولم يذكر أحد هؤلاء الإعلاميين اللقاءات التى جمعت بين وفود مجالس الشعب ووفود من الكنيست الصهيوني فى واشنطن مثلاً ولعل كان أبرزها اللقاء الذي حضره أنور عصمت السادات عقب فوز الدكتور محمد مرسي بالرئاسة.
والأغرب من هذا كله هو تغاضي أبناء النظام عن تطبيع قائد الانقلاب الصريح والواضح مع الكيان وتعبيره إلى قادة التنظيمات اليهودية الأميركية عن إعجابه الشديد بشخصية نتنياهو وقوله أن نتنياهو قائد ذو قدرات قيادية عظيمة لا تؤهله فقط لقيادة دولته وشعبه بل هي كفيلة بأن تضمن تطور المنطقة وتقدم العالم بأسره ، وما ذكره السفير الصهيوني بالقاهرة "حاييم كورين" العلاقات المصرية الإسرائيلية بأنها "جيدة جدًا" وأن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي يتحادثان مرة كل أسبوع على الأقل ، وماذكره مراسل الشؤون العربية في القناة الإسرائيلية العاشرة "تسيفي يحزكيلي" أن نتنياهو والسيسي يتحدثان هاتفيًا مرة كل أسبوعين، في ضوء وجود مصلحة مشتركة بينهما لمحاربة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالتزامن مع توسع التعاون الأمني بين إسرائيل ومصر عقب صعود السيسي للحكم.
وهذا ليس بجدبد على النظام المصري ففى العام 1917 وتحديدًا فى 9 ديسمبر 1917 تمكنت القوات البريطانية ومعهم القوات التجريدة المصرية كامله بقيادة الجنرال اللنبي من الاستيلاء على مدينة القدس من القوات العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى ومنذ نحو 91 عاماً أوفد طه حسين الذي كان وزيرًا للمعارف المصرية آنذاك أحمد لطفي السيد لحضور افتتاح الجامعة العبرية في القدس عام 1925 جنباً إلي جانب مع اللورد آرثر جيمس بلفور صاحب الوعد المشئوم والمندوب البريطاني السامي في فلسطين هربرت صمويل والزعماء الصهيونيون حاييم فايتسمان الحاخام إبراهيم إسحاق كوك وحاييم نحمان بياليك وآحاد هعام ولم يعارضه أحد وقتها ولم يذكر أحد فى هذة الأيام أو أيام الاحتلال أن طه حسين كان مطبعاً مع الكيان الوليد الذي اغتصب وقتل وشرد مئات الاف الأبرياء من العرب والمسلمين.
حتى أيام عبد الناصر فى أصعب وقتٍ مر علينا نحن كأبناء الأمة العربية لم يكن ليضرب الكيان الصهيوني بقنبلة واحدة بل كان عميلاً لحليفتها الأكبر أمريكا وماذكرة الأمير الحسين بن طلال ولى عهد الأردن السابق عن الخطاب الذي أرسله عبد الناصر بعد يومين من النكسه للديوان الملكي الأردني والذي طالب فيه الخائن الحسن بن طلال ملك الأردن وقتها بالذهاب إلى واشنطن قائلاً بالنص " بتفويض كامل منى.. إذهب وقبّل يد الأمريكان أضمن لك عودة الضفة والقدس" واتفاقية العار والمذلة التى وقعها السادات مع الكيان وزيارته إلى الكنيست ليطلب العفو ، و30 عاماً من التطبيع الكامل قتل فيهم سليمان خاطر صاحب أخر طلقة تضرب اليهود وخطاب الرئيس مرسي لصديقه العزيز بيريز كل هذه الاشياء توضح مدي الارتباط القوي بين النظام المصري الذي نسي مذبحة بحرالبقر ومصنع أبو زعبل وما حدث للجنود المصريين والأسري إبان النكسة وأيام حرب الاستنزاف والعدوان الثلاثي والنظام الصهيوني الذي يقتل كل يوم من أبناء العرب والمسلمين ويستبح دمائهم وينتهك أعراضهم.
لم يخطأ عكاشه فى طلبه أو استقباله للسفير الصهيوني فقد تربي على هذا وتعلم هذا منكم كمثل الملايين الذين تعلموا منكم أن اليهود أصدقاء وأن الفلسطينين إرهابين ، هذا النظام الذي يحاصر قطاع غزة ويغرقها ويساند الاحتلال فى كل المحافل الدولية.
نهاية القول.. أن عكاشة لم يأت بجديد بل هو ما يسير عليه النظام التبعي منذ قديم الأزل وهو ما حذر منه حزب الاستقلال وجريدة الشعب كثيراً من خلال الدراسات والكتب ومقالات المجاهد مجدي حسين وغيره من قيادات الحزب وصحفيي الجريدة ولكن لا حياة لمن تنادي ، لكن حكامكم الأشاوس بدلاً من أن يشتروا لبلادهم وشعوبهم كرامة نتباهي بها أمام الأمم خضعوا وذلوا جباههم وبلادهم لبني صهيون يرتعون ويعبثون فيها ، فباعوا لنا كلاماً فارغاً خاوياً وباعوا للصهاينة الأرض والعرض ، واليوم وبعد أن صار كل نظامهم مطبعاً ذليلاً يعيبون على أحدهم أن خرج وفضح ما يفعلون.. هاجموه أو لا تهاجموه فنحن نعلم كل شئ والله يري ويسمع كل شئ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
علموا أولادكم أن الكيان الصهيوني ليس شرعي وليس له مكان هنا على هذه الأرض ، علموا أولادكم أن الكيان قاتل جبان لا يقاتلوننا إلا من وراء جدار، علموا أولادكم أن كل من يقبل بوجود الكيان هو خائن مطبع وكل من يساند الكيان هو خائن مطبع ، علموا أولادكم أننا سننتصر ولو بعد حين.
تعليقات
إرسال تعليق