بالرغم من أنه لم يحالفنى القدر لأكون من أحد القلائل المحظوظين الذين عاصروا وتتلمذوا على يده إلا أنه قد كفانى فخراً أن أكون أصغر صحفي يكتب عنه أو على أدق تعبير لقد غمرني الفخر أن يقترن اسمي بإسم فارس الكلمه.
في الحقيقه لقد ترددت كثيراً عند كتابي لهذا المقال خوفاً من أن أبخسه حقه فأظلمه أو من أن سردي لشخصيته يكون ضعيفاً فاظلم نفسي لكن تلك السيرة العطرة والمشوار المشرف اعطوني اكثر مما أريد لكي اكتب لكم هذه الكلمات.
لقد كان السياسي والمفكر عادل حسين - امين حزب العمل (الاستقلال حالياً) ورئيس تحرير جريدة الشعب سابقاً - سياسياً بارعاً وصحفياً متميزاً واقصادياً يستشرف المستقبل دائما وتنظيمياًيقود اوكسترا تعزف دون نشاذ.
لم تكن حياة عادل حسين سهلة وبسيطة كما يتخيلها البعض لكنه بفضل موهبته الفذة في التحليل والاستنباط جعلها أفضل في ظل ظروف قاسية لو عاش أحد أبناء جيلي مثلها لربما استكان وتملكه اليأس وهذا ما لم يسمح به عادل حسين لنفسه.
عادل حسين الذي سافر إلى مدينة الاغوار ليشارك في المقاومة المسلحة الفلسطينية منذ مهدها وسطر اسمه في سطور الفدائيين بحروف من ذهب في فلسطين وبورسعيد وخط القنال لم يعرف له اليأس طريقاً أبداً بل جعل ظروفه القاسيه نبراساً تنير له طريقه نحو هدفه المنشود واستطاع أن يحول المحنة إلي منحة تقوده ليصبح بعد سنوات قليلة من أهم مفكري العصر الحديث الذين حجزوا لأنفسهم مقعداً في تاريخ الإنسانية.
في الحقيقه لقد افتقرت الصحافة منذ رحيل عادل حسين رجلاً مغواراً وفارساً نبيلاً وقلماً حر حارب الفاسدين والطغاة وأصدقاء الكيان الصهيوني كثيراً وطالما أراد الكثيرون قصفه وطالما أراد الكثير من الفاسدين وأنصارهم إسكات صوته الذي لاحقهم وقذفهم بطغيانهم ، لقد كان الفارس رحمه الله يمثل شبحاً لأصحاب الأطماع وللأصوات التى تعالت في فترة الثماننيات تدعوا للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
لقد تمتع عادل حسين رحمه الله بعدة مواهب جعلته رائد هذا الجيل الذي كفر بالأفكار التى كانت تسيطر عليه من الشيوعية والإشتراكية والقومية ومثل هذا ليستقر بهم الحال إلى سماحة الإسلام وعدل حضارته لتبدأ من هنا قصة كفاح تطمس كل ما قد يقال دونها ، فهو صاحب التجمع الإسلامي الناجح الوحيد الذي كان بداية حلم الوحدة الإسلامية عند الجميع.
بكل تأكيد أن عادل حسين الفارس الشجاع قد مات لكن معركته لم تنتهي بعد، فلقد استطاع بفراسته أن يعد جيلاً من تلاميذه يستطيع أن يقود أمة ولا أبالغ حين أن أقول أن تلاميذه باستطاعتهم أن يقودوا أمة ، فبجانب أنه كان سياسياً بارعاً وصحفياً نبيلاً وتنظيمياً يستطيع أن يحرك كل اوراق اللعبه من مكانه وأقتصادياً فرق بين التبعيه والاستقلال فى المعاملات وعادلاً فى حقوق المرأه المسلمة ، كان أيضاً معلماً نجيباً أخرج من علمه جيلاً قائداً كأمثال المجاهد مجدي حسين صحفياً مغواراً والدكتور مجدي قرقر أقتصادياً محنكاً والدكتور احمد الخولي العلمي المخضرم والتنظيمي الماهر والدكتور عاصم الفولي المفكر الاسلامي والدكتور نجلاء القليوبي رائده فى الرؤية الاسلامية العادلة في مجال المرأة وغيرهم الكثير ، فلو حسب أعداء عادل حسين أن قلمه قد قُصف أو أن حنجرته قد أقُتلعت وانتهت المعركة على فراش الموت ، فهذا عوار كبير منهم ، لقد ترك لكم الفارس عند موته كتيبة من الفرسان ، تحلوا بمبادئه ، وتمسكوا بافكاره ، وتوحدوا لتطبيق رؤيته على أرض الواقع ، وتعاهدوا على استكمال مسيرته.
في النهاية.. نقول للفارس في ذكرى مولده أننا وبكل فخر أبناء افكارك الذين طالما حلمت بهم ذات ليله ،نمضي على ثوابتك ونحقق ما تطلعت إليه وإن مات فيك الجسد فأن عقلك لا يزال حي فينا وما يزال قلبك ينبض بين صدورنا نمضي على دربك لنزلزل عروش الطغاة والفاسدين.
تعليقات
إرسال تعليق