منذ أن تفتح وعيّ السياسي لم أرى أحداً من النخبة السياسية من يناهض التبعية والصهيوامريكية ويحارب من أجل وطن مستقل وسائد مثل مجدي حسين ، بل كلما سمعت أحد السياسين يتكلم فى هذا الجانب الشائك إلا وذكر مجدي حسين بالمعلم الرائد في هذا المجال أمثال الشيخ حازم صلاح مثلاً ، ولما لا وهو نجل المقاوم أحمد حسين مؤسس مصر الفتاة صاحب أول كيان حقيقى يقاوم الاحتلال الإنجليزى لمصر وأول مصري وطأت قدميه أرض فلسطين فى حرب عام 48 ، وتلميذ عادل حسين رئيس تحرير جريدة الشعب ومحارب كامب ديفيد وصاحب تأصيل نظرية الاقتصاد المصري من التبعية إلى الاستقلال.
لو تحدثت عن مجدي حسين رئيس حزب الاستقلال ورئيس تحرير جريدة الشعب وعضو نقابة الصحفيين الأسبق كرجل إنسانى بعيداً عن السياسة ما وسعني هذا المقال ، ولو تحدثت عنه كرجل سياسي ما وسعنى فيه مجلدات بأكملها ، فهو حقاً رجلٌ يعرف كيف يجد لنفسه طريقاً سهلاً ميسراً يستطيع من خلاله توصيل المعلومه والوصول إلى الهدف بأقل قدر من الخسائر وبأعلى مجهود يمكن أن يبذله ، لكنى سأحاول جاهداً في هذا المقال أن أدافع عن صاحب هذا القلم الذي طالما دافع عن هذا الوطن وشعبه ووقف شامخاً أمام طواغيت الداخل والخارج ليعلنها أن مصر كانت وستعود دولة حرة مستقلة ذات سيادة كاملة على كل شبر من أراضيها.
مجدي حسين الذي خرج عام 2009 ليعلن للعالم أجمع أنه لا فرق بين مصر وغزة ، وسجل اعتراضه على غلق الحكومة المصرية المطبّعة مع الكيان الصهيوني لمعبر رفح الحدودى وتضيق الحصار على أهل قطاع غزة على الملأ ودخلها ليؤكد لهم أن ما اقترفته الحكومة المصرية حينها هو عمل إجرامى لا يؤيده الشعب المصري ولا يرضي به ونتيجة لهذا تم سجنه من حينها حتى ثورة يناير.
مجدي حسين الذي كشف فساد يوسف والى وزير زراعة مبارك الذي ابتلى الله به مصر وأدخل المواد المسرطنة للمواد الزراعية التى تسببت بمرض نصف الشعب تقريباً بالفشل الكلوى وفيرس سي وجعل قلمة سلاحاً يدافع به عن حقوق هذا الوطن وجعل جريدتهُ منبراً لكل الشرفاء الذين رصدوا تلك الفضائح حتي تم اعتقاله لهذا السبب أبضاً.
مجدي حسين الذي عاش طوال حياته حائط صد للتبعية العمياء للغرب وحارب من أجل الاستقلال عن أمريكا وذكر هذا فى كتابه "أمريكا طاغوت العصر" الذي أصبح منهجاً في الاستقلال يقتدى به كل من انتهج نفس الفكر وحارب من أجل نفس الهدف وهو ذاته الذي حارب من أجل إلغاء معاهدة العار التي وقعها أنور السادات مع الكيان الصهوني وهو الأمر الذي جعل منا دولة تابعة حتى الحلقوم لا إرادة لها ولا عزم.
مجدي حسين يعيش بين جدران قسم مصر القديمة يعانى من مرضه الشخصي مضرباً عن الطعام ، يعاني مما وصل إليه وطنه الذي أصبح مستعمرة صهيوأمريكية بإقتدار.
إن هذا النظام القمعي التابع المستبد الذي فقد شعبيته وإنسانيته يعاقب مجدي حسين على قدر وعيه ، هذا النظام الذي لا يعرف شيئاً عن شرف التحدي ولا شرف الخصومة ولا شرف التقاضي يقتل مجدي حسين بدمٍ بارد في محبسه بين البلطجية والحشاشين ، هذا النظام الذي يتسول من القريب والبعيد حتى ضيع كرامتنا بين الأمم ويفتك بمجدي حسين متخيلا أنه يستطيع أن يهدم ائط الصد الأقوى بمعول الإستعمار الناعم.
مجدي حسين ذاك الرجل المتواضع الذي ربي أجيالاً على استقلال النفس والذات والوطن وصاحب الإعتراض الأصح على طريقة إدارة الإخوان المسلمين للبلاد وصاحب أكبر عدد من النصائح قدمها لهم بطرق مباشرة وغير مباشرة وهو نفسه الذي اعترض على الانقلاب منذ لحظاته الأولى ، ليس إلا دفاعاً عن الديمقراطية الوليدة التى انجبتها ثورة يناير ، هو نفسه الرجل الذي خرج من معتقل المرج إلى ميدان التحرير أول أيام اعتصام يناير ليشارك الثوار جهدهم ويكمل مسيرته وإخوانه في إسقاط الكومبارس الذي ولته أمريكا على مصر بعد اغتيال السادات.
مجدي حسين صاحب الـ 65 عام والذي ربي على مدار تاريخه السياسي أجيالاً جعلهم فرسان معركته في وجه طاغوت التبعية والفساد لا يزال يبعث رسائل من داخل محبسه يؤكد فيها أنه لم يستسلم ولن يستكين وسيظل يحارب بقلمه وكلمته حتى الرمق الأخير ، هو الرجل الذي لانت دمعته أمام الجميع حين رأى الجموع تتوافد على الميادين تردد يسقط حسني مبارك وهو الذي شارك الشباب مجدهم في محمد محمود ومجلس الوزراء وغيرها من الملاحم الثورية التى ستظل محفورة فى ذاكرة التاريخ.
ظنوا أنهم سيقتلون مجدي حسين أحد مؤسسي حركة كفاية وإضراب السادس من إبريل اللتان ساهمتا بشكل كبير في ثورة 25 يناير وعضو مجلس نقابة الصحفيين ومقرر لجنة الحريات الأسبق ونسوا أنه هو الذي استطاع أن يجعل الجامع الأزهر منبراً لكل الرافضين للتدخل الأمريكي فى العراق وأعلن فيه معارضته للتطبيع والتوريث وقضايا الفساد.
ظنوا انهم سيقتلون مجدي حسين في صمت دون ان يخرج نحن أبناء أفكاره ورجال سواعده الذين رباهم على المواجهة والتصدى لكل من يدمر هذا الوطن ويعبث بمقدراته.
لقد قالها مجدي حسين فى أخر ما كتب من داخل زنزانة قسم مصر القديمة منذ أيام أنه لا يخشي الوت أو السجن في سبيل حرية هذا الوطن وها نحن الآن نرددها على لسانه ومن أعماق ارواحنا اننا لا نبالى شيئاً سوى حريتنا وحرية هذا الوطن الذي أصبح ملعباً خالياً لأمريكا وإسرائيل وحلفاؤها.. والله لن تهدموا حائط التصدي.!!
تعليقات
إرسال تعليق