سيرجيو وجيري وخطة الكاميرون

 

سيرجيو وجيري وخطة الكاميرون


سيرجيو وجيري وخطة الكاميرون



سيرجيو وجيري وخطة الكاميرون




ظاهرة غريبة اجتاحت مجتمعنا حديثًا وزادت وتفاقمت في غضون العقد الأخير على الأرجح، هذه الظاهرة يطلق عليها البعض "قلب الطاولة"، ولربما المثل الشعبي "ضربني وبكى.. سبقني واشتكى" هو التوصيف الأقدم، لكنني لا أجد أبلغ من التوصيف الذي وضعه البروفيسور سيرجيو ماركينا، قائد عملية السطو في المسلسل الإسباني الأشهر La Casa de Pape والتي جاءت بعنوان "خطة الكاميرون".

تعتمد خطة الكاميرون على تحويل الجلاد إلى ضحية، والخائن إلى أمين، فجأة يتحول الكذاب ليصبح صادق، والغدار إلي مخلص، بالطبع لا يتحول في حقيقة فعله ولا قرار معينه، وإنما هي خطته للتملص من أفعاله الدنيئة التي يعلم يقينًا أنها من فعل الشياطين، فيقنع الناس أن هذه الأفعال ما هي إلا مصادفة أو بدافع الحب، وقد نسى أن القاعدة العامة تقول "النية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد".

👈👈اقرأ أيضًا👇👇 

                                 

                        ووالله ما في القلب شيء من الهوى لأخرى سواها (فيديو)



بحسب البروفيسور سيرجيو ماركينا فإن الناس بشكل عام تتعاطف مع الطرف الأضعف في المعادلة كنوع من الإنصاف الإنساني، فلو كان المنتخب البرازيلي يواجه نظيره الكاميروني في كأس العام مثلا فسيكون التعاطف مع المنتخب الكاميروني بشكل تام -على اعتبار أنه الطرف الأضعف- وفي هذا ظلم كبير حتى على الصعيد الرياضي، فالأحرى أن نتعاطف مع المظلوم حتى ولو كان الطرف الأقوى، فالفطرة السليمة ترفض الظلم وتبغضه وتساند المظلوم وتحاول أن ترد إليه مظلمته، حتى وإن كان هو الأقوى.

في مجتمعنا الآن هناك بعض المتمرسين في خطة الكاميرون بشكل مميز، فتراه ظالمًا متجبرًا، يأكل الحقوق ويبخس الناس أشياءهم، ربما يستحل أموالهم دون وجه حق، وربما يتجاوز الأمر ما هو أكبر من هذا ذنبًا وأعظم خطرا، وحين يعترض المكلوم تبدأ خطة الكاميرون في التنفيذ، فالجلاد الذي لا يبالي بظلمه تراه مثلًا يبكي ويعتذر، لا يعتذر للضحية التي سلبها آمالها، بل يعتذر للناس ويجد مبررات خاوية تدلل على ضعفه ومسكنته، لو كان أعتذر بصدق لضحيته لتغير المسار، حينها ينتهي الأمر ويخرج كل طرف بشرفه مرفوع الرأس.

أتساءل دومًا، كيف للمرء أن يخسر نفسه ويكسب تعاطف الآخرين؟، ما الفرق بين الذي يبيع صدقه وتلك الساقطة التي تبيع نفسها؟، ما الفرق بين المتاجر بشرف الكلمة والأمانة والمتاجر بالغواني؟، أليسوا سواء؟، كيف يرضى المرء على نفسه أن يكون دجالًا مدلسًا بإرادته واختياره؟، كيف ينام الليل وهو يعلم عظم ما اقترفته يداه؟، كيف حال هؤلاء وهم يذكرون الناس بالله في مظهرهم وأحاديثهم، وأفعالهم مخلة بالدين من الأساس، لو قارن أحدكم أفعال أولئك السفلة بالمصدين عن الإسلام في مهده لوجد في عتبة بن ربيعة شرفًا عنهم، أقلها كانوا صادقين في العداوة ولم يتملقوا أنفسهم بالخير وهم بين الناس حثالة كالشهب في حضور الشمس.

👈👈اقرأ أيضًا👇👇
                               

                                          لماذا نكتب؟



لعل من يستخدمون تلك الخديعة يعرفون حق المعرفة قدراتهم، نفوس ضعيفة رهن ملذات الحياة دون أدنى صدق، لا يبتغون من الدنيا إلا أنفسهم، لا يعرفون قيمة الحياة الحقيقية، غيبتهم أهواءهم عن تذوق العطاء والصدق والأمانة، بدلوا الشرف وغيروا الأمان وحرفوا الحب، واستعاضوا عن تلك السمات الغالية بأخرى وضيعة لم يقرها الدين ولم يقبلها العرف أو يلبيها الناس، انحرفوا عن الطريق واتهموا كل من يعترضهم بسماتهم هم لأنهم يعلمون أنه لا أسوأ مما امتلكت قلوبهم من سواد ودجل.

ونحن، أكم من مرة تعاطفنا مع سرجيو وعصابته؟ أكم من مرة رفعنا من قدر أولئك الحثالات؟ اقتحموا مبنى عامًا واحتجزوا الرهائن وتاجروا بأوجاع الناس من أجل سرقة المال، منذ طفولتنا نقع ضحايا خطة الكاميرون يا سادة، أتذكرون كم مرة تعاطفتم مع جيري وعنفتم توم؟ توم ذلك القط الحارس للمنزل الذي يقوم بواجبه ويمنع التخريب، كم من مرة تعاطفتم فيها مع سارق مخرب دخل مثل جيري؟! في كل مرة نتعاطف فيها مع هؤلاء نكون شركاء في الجريمة، لا تحسب نفسك أنك تحمل معاني إنسانية؛ بل قليل الخبرة، عديم المنفعة، ساعدت علي الظلم، لا تحسب أن سرجيو وعصابته يسرقون المال لأجلك أو أن جيري يسرق الطعام لأولادك...
فقط رأوك سهل المنال فاستغلوك.



سيرجيو وجيري وخطة الكاميرون








سيرجيو وجيري وخطة الكاميرون
سيرجيو وجيري وخطة الكاميرون
سيرجيو وجيري وخطة الكاميرون
سيرجيو وجيري وخطة الكاميرون
سيرجيو وجيري وخطة الكاميرون
سيرجيو وجيري وخطة الكاميرون
سيرجيو وجيري وخطة الكاميرون



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أيشقى المرء بلين قلبه؟