صديقي من يقاسمني همومي

 

صديقي من يقاسمني همومي


صديقي من يقاسمني همومي

في خضم قسوة الحياة، حيث تتشابك خيوط الأيام، وتتنوع الألوان والنكهات، تبرز الصداقة كأحد أبهى الأزهار التي تزين حدائق مشاعرنا، فهي ليست مجرد علاقة عابرة، بل هي حكاية تنسجها الأقدار، ورابطة تعززها الألفة والحنان، فالصديق الحق هو الذي يرافقك في دروب الحياة قاطبة، يشاركك الفرح والألم، ويرسم معك أحلام الغد.


وفي زمن تتسارع فيه الحياة، وترتفع فيه أصوات الانعزال، يجب أن نتذكر دائمًا أن الصديق هو الحفل الذي يقام في قلوبنا، نعيش اللحظة بكل تجلياتها، نحتاج إلى أن ننشر بذور الصداقة في كل زاوية من زوايا حياتنا، لنرى كيف تزهر هذه الروابط، لتضيء حياتنا بضياء الود والحنان.


الصداقة، كالشجرة العتيقة، تتجذر عميقًا في الأرض، وتنمو في السماء، ومع مرور الأيام، تكتسب ثمارها حلاوة أعمق، فكل تجربة تمر بها مع صديقك تضيف لروح تلك الشجرة شيئًا من السمات الفريدة، ومع كل عاصفة تواجهها، تزداد قوة وغنى، ومن هنا تأتي أهمية الحفاظ على تلك العلاقة النادرة، التي تتطلب الصبر والاحترام والمودة.


👈👈اقرأ أيضًا👇👇

                               

أغلى ما تشتريه للإنسان خاطره


في هذه الأسطر لفتة امتنان صادقة، وإحسانًا عادلا، لكل أولئك الذين أضفوا على قلبي زهور الأمل، أود أن أعبّر عن امتناني العميق، أنتم الأصدقاء الذين كنتم لي كالنجوم في سماء مظلمة، تنيرون دربي حينما يستبدّ الظلام، كل لحظة قضيتموها بجانبي، وكل كلمة دعم شجعتني على الوقوف مجددًا في وجه التحديات، تمثل قيمة لا تُقدر بثمن.


رفيق دربي الموحش، وأخي من غير نسب، ذلك الذي آثرني على نفسه طيلة شهر كامل أهمل فيه مشاغله وأولوياته ليساعدني في عملي دون مقابل ولو كان كلمة شكر أو جملة امتنان، كلما شكرته نهرني، ولو كافئته زجرني، يقول بوجهه مبتسم: "أنت صاحبي الأبدي"، فأرقّ لقوله وأخجل من عجزي عن رد الجميل.


صديقتي التي قطعت الطريق من القاهرة إلى الإسكندرية فقط لتهون على قلبي عاقبة الحزن، لم تهتم لحر الصيف وطول المسافة، ولم تتطلّع إلى نزهة في المدينة الساحرة، ولم تطمع في أكثر من أن يُقال فعلها: "للأصدقاء على أصدقائهم حقوق". ظلت جالسة إلى جواري، لم يرهقها الصمت ولم يضنها الفتور، كانت تراقبني بعينيها الحانيتين، وتشعر بكل نبضة من نبضات قلبي، كأنها تحاول أن تلتقط أحزاني وتلملم شتات أفكاري.


صديقي الذي يتفاخر بي أمام أهله وأقاربه وأصحابه، وكأنني إنجازًا مدويًا في تاريخه يتباهي به أينما حل وارتحل، مرضت ذات مرة وأجلسني المرض، كان يتردد على منزلي قبل موعد عمله في الثامنة صباحًا، وإذا فرغ هرول إليّ هرولة المفجوع، يشرف على علاجي وطعامي، ذلك الشريف الذي لا يتوانى أن يطلب استشارتي في كل أمر طاريء وممل، الذي كلما نجح في أمر استدعاني لمشاركته.


منذ أيام عرض علي أحد المقربين تحدي عن الكتابة أرادني أن أشارك فيه، وعلل ذلك أني جدير بخوض التجربة وقادر على الظفر بها، ظننته يتملقني لدرجة ضاق منها صدري من كثرة اتساعه، ومع ذلك، حين وجدت نفسي أمام الصفحات البيضاء، أدركت أن انطباعاته كانت تعكس واقعًا جديدًا من الثقة، والتحديات التي تزيد من أدائي.


صديق الفكر والبحث، ذلك الريفي المتحضر، الكبير الشاب، رئيسي في العمل زهاء ستة أعوام كاملة، عرضت عليه المشاركة في تحدٍ للكتابة أعرض عليه المنافسة، وافق فورًا لكنه صدمني بقوله: "أنا هشارك، لكن وقت التصويت أنا هصوت لك"، ضحكت كطفل حاذ كل بديع، كيف ينصفني على نفسه وينكر فصاحته أمام حداثتي، في تلك اللحظة، تذكرت كم يكون الأصدقاء الداعمون شيئًا نادرًا وثمينًا.


ثم هناك زميلتي التي لا تنادني إلا بلقب أستاذي وليس لي عليها أي فضل أو سبق، وكلما نهيتها ما انتهت بل ظلت تقول وتقول وكأنني أول من عملتها الكلام، تغمرني كلماتها حتى أكاد أغرق في عرقي خجلا.


👈👈اقرأ أيضًا👇👇

                                   أهون من قُعيس!



إلى رفيق الدرب الذي قدّم لي دعمه بلا حدود، وإلى صديقتي التي جعلتني أشعر بأنني لست وحدي في زحام أحزاني، وإلى صديق الفكر الذي جدد ثقتي بنفسي، وإلى زميلتي التي تمنحني الفخر بلقب "أستاذي"،جميعكم أضأتم حياتي ورسمتم ابتسامة على شفتي في الأوقات الصعبة.


إلى كل أولئك الذين مررت بهم في رحلتي، وكل الذين غمروني بالدعم المبالغ والسعادة العارمة، إلى كل الذين وقفوا بجواري في الأوقات الصعبة، وشاركوا معي لحظات الفرح والنجاح، إلى أصدقائي الذين اشتركوا معي في الضحك والدموع، الذين استمعوا بحرص وتفهم، والذين أعطوني من وقتهم واهتمامهم دون تردد: أنتم الأمل الذي أبقاني في مساري، والملاذ الذي ألجأ إليه في لحظات الضعف، لا يمكنني أن أصف مدى تأثيركم في حياتي، لقد أعطيتموني القوة للاستمرار، وذكّرتموني دائماً بأن الأمل موجود، حتى في أشد الأوقات ظلمة.


أتقدم لكم جميعًا بأخلص عبارات الشكر والتقدير، فأنتم من تثبتون لي كل يوم أن الحياة مليئة بالجمال والفرح بوجودكم، سنبقى معًا، نتشارك الآلام والأفراح، ونتبادل الدعم والمحبة، شكرًا لكم على كل كلمة لطيفة، على كل تصرف صغير جعلني أشعر بأنني محبوب ومقدّر، وجودكم في حياتي هو نعمة حقيقية، وأنا ممتن لكم من أعماق قلبي، دعونا نستمر معًا في هذه الرحلة، نزرع زهور الأمل ونجني ثمار السعادة.


في ختام هذا المشوار، أدرك أن الصداقة ليست مجرد تلاقي الأرواح، بل هي رحلة مشتركة، تتطلب التضحية والتفاني، هؤلاء الأصدقاء، الذين يضيئون الدروب الموحشة، ويخففون من آلامي الحادة، يصنعون معي عالمًا مليئًا بالألفة والحنان، هم نجوم في سمائي لا تغيب، حتى في أحلك الليالي، لأنهم يذكرونني دائمًا أن الحياة أجمل بشراكتهم، وأن أوقات المحن تصبح أكثر احتمالاً عندما نواجهها معًا، يؤكدون لي أن الأصدقاء أوطانًا صغيرة، لا نكل بها مهما قست، وكلما تلفظنا منها أعوججنا.



صديقي من يقاسمني همومي

صديقي من يقاسمني همومي

صديقي من يقاسمني همومي

صديقي من يقاسمني همومي

صديقي من يقاسمني همومي

صديقي من يقاسمني همومي

صديقي من يقاسمني همومي


صديقي من يقاسمني همومي



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أيشقى المرء بلين قلبه؟